Tuesday, December 12, 2006

لحظه ميلاد 2.

اسندت ظهري إلي الحائط و تهاويت,ببطء,الي الارض,كان الحائط رطبا و الارض كذلك,شعرت بقطرات المياه البارده تخترق لحمي و تصل إلي اعماق دماغي, ارتجفت من الداخل,أغمضت عيني ببطء,كنت مكدودا للغايه كعداء قطع قاره,بطولها و عرضها,في يومين و ليله,الظلام يشتد,و لا أدري هل يأتي من الخارج أم ينبع من داخلي,شعرت بخدر لذيذ يتسلل إلي ساقي و اطراف اصابعي,بينما بدأ الشعور بالبروده و الرطوبه يزول تدريجيا,تذكرت تكعيبه العنب في بيتنا القديم,كانت أوراقها خضراء داكنه و كانت حبات عنبها تخفف حراره عصر أيام اغسطس المشتعله,و سلمي التي كانت تأتي لتلعب معنا و ما عادت تأتي,و كيف كانت تغلب جميع الاولاد في كره القدم,و نهددها بأننا لن نشركها في المباراه القادمه,و كنا دائما نشركها,لم أعد اشعر بجسدي فيما اسفل خصري,و لا بذراعيّ,كم كان ذلك الشعور لذيذا و محببا,أن تشعر بأن ما تحمله يقل و يقل,أن تصبح خفيفا و اثيريا,كروح هجرت الجسد المثقل,لم أعد أري الظلام,و لم أعد اسمع صوت قطرات الماء تتساقط علي الارض,ترانيم بعيده تقترب و بها ألف ألف صوت,كلها تترنم في نغمه واحده,لم أعد اشعر بالبرد او الدفء,الراحه او الالم,زال الخدر و زال جسدي معه,الترانيم تقترب و تحملني معها,كينبوع صغير انجرف إلي نهره الأم,انجرفت معها بعيدا,و من بعيد ودعت التمثال الطيني المسجي إلي الجدار.

No comments: