أخذته إلي مطعمه المفضل,كان هذا ليشكل أمسيه مثاليه لولا نيتي في الانفصال عنه,جلسنا إلي الطاوله و طلب كوبا عصير الليمون,لا يطلب غيرهما دائما,نمطي و مكرر كعادته أو ربما أنا التي تبحث عن التغيير دائما,لا ادري كيف سأبدا كلامي,فطوال حياتي في كل علاقاتي لم أكن أنا التي تطلب الانفصال,"لست أشعر في الحقيقه أنني احبك كما تحبني,أنا اعلم انك رومانسي للغايه و لكنني لا استطيع التوافق مع هذا كثيرا,ا .....,إنك تستحق في الحقيقه انسانه أفضل مني",خرجت الكلمات سريعا مني و كأني اتقيأها,أكره كثيرا أن اجرح مشاعر احد,و لكنها الضروره تلك المره,هو رومانسي بطريقه لا تحتمل,حتي جولييت لو كانت مرتبطه به لتركته,عندما احدثه عن حتميه البحث عن شقه لنتزوج سريعا يحدثني عن حياتنا سويا مثل طائرين يحلقان في سماء الحب,أي طائرين يتحدث عنهما,حتي الطيور تحتاج إلي عش خاص بهما و لا يتزوجان في أعشاش امهاتهما,إنه يحاول دائما أن يهرب من الواقع إلي الخيال,و حتي لا أتهم بأنني المخطئه,انا أحب الشعر و الرسم و الافلام العربيه القديمه,و لكن أن اعيش في تلك الحياه طوال الوقت,هذا هو الجنون بعينه.
جاء الساقي بالليمون و وضعه علي الطاوله,كنت ناظره إليه انتظر الرد,و كان هو كالعاده يهيم في افكاره الخاصه,هذه المره اتجه ببصره كليه إلي الطاوله و أخذ يتأملها,ربما يحاول أن يهرب مما قلت,ففي جميع الاحوال ينبغي له أن يصدم,أنا قاسيه لدرجه ما عليه إذن,قررت أن أخرجه من صمته "لماذا أنت صامت,أنا لا اقصد أن اجرحك و لكني لم أرد أن اكذب عليك أو أن اتلاعب بمشاعرك".
نظر إلي في هدوء,شعرت أنا بالذنب,لابد و أنني جرحته بشده,و لكنني كان لابد أن انهي ما نحن فيه,يحتاج هو إلي أن ينضج قليلا و انا احتاج إلي من يقدم إلي ما احلم به,بيت و اطفال,مملكه خاصه بي أحكمها بنفسي و ليس احلاما هلاميه لن تتحقق عن طيور الحب و حدائق الاشواق,قررت أن اواسيه قليلا,ففي النهايه هو مفرط الرومانسيه و لابد من أنه يتحطم داخليا بسببي الان, سأحاول ان اعطي له ما يتمسك به قبل أن يغرق,"كم جميل لو بقينا أصدقاء,إنني لا أريد ان اخسر صديقا مثلك",أنا اكذب و لكنها كذبه بيضاء,بالاحري سمها مجامله,و لكنها ربما تقلل من شعوري بالذنب,انفرجت شفتاه لأول مره منذ جلسنا "بالطبع,من المؤكد اننا سنبقي اصدقاء,لا اريد أن اخسر صداقتك ايضا",عجيب ذلك الهدوء و السكينه,يشعرني اكثر و اكثر بالذنب,اذا بكي أو غضب لربما كنت شعرت بالذنب بصوره اقل,و لكن ذلك الهدوء يشعرني بالاهانه قليلا,دائما يكون الرجال هكذا,يتعمدون اشعار المرأه بأنها هي المخطئه.
وضع بعض المال علي الطاوله و قمنا,عادت عيناه للنظر إلي اسفل,ما الذي يلفت انتباهه في تلك الطاوله؟؟,أن ما علي المفرش هي مجرد دوائر,دوائر كبيره و صغيره متداخله,تردد في ذهني و انا اغادر المكان صوت ماجده الرومي تغني "كم جميل لو بقينا اصدقاء".
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment