Friday, August 29, 2008

الي الابد (Ancora)...


اتعرف ذلك الضعف
الذي يجذبك لاحد ما
لتظل تستمد منه قوتك الذاتيه
ككوكب يسير في مداره
و يعلم انه ما من مهرب

ذلك الشعور بالاكتمال
الذي يمنحك اياه
وجودك بين ذراعيه
او وجوده بين ذراعيك
التوحد
الاكتفاء
توقف الزمن عند نقطه ما
يظل يدور فيها بتؤده

اتعرف ذلك الشعور بالغرق
ليس مثلما يدخل الماء لحلقك
و لكن مثل ان تختفي تماما من السطح
و لا تخلف ورائك سوي بضع فقاعات
خرجت لتوها طازجه من صدرك

ان تنصت لدقات القلب
للانفاس المتسارعه
و تشعر بالملمس المتفرد
لمساحات من جسد انسان
تعلم انك مجرد ظل باهت له
و انه دونك
لا يعدو كونه جسدا بلا ظل

عندما ينير الضوء الخافت للصباح جسديكما
فتظل لفتره تراقب انسياب الضوء علي تلك المساحات
التي ظللت تغزوها طوال الليل
و تكتشف انه
بمضي الفتوحات
قد صارت تلك المساحات جزءا من جسدك
و انك قد صرت اسيرا
لمن ظللت تقاتل لليال

عندما تختفيان
تتحولان لعطر خفيف
يمتزج سويا بهدوء
و يطير بعيدا عبر النوافذ
علي جنح اغنيه ما
يخرج ذلك الكوكب من مداره
يتطوح
ثم ينفلت كليه
و يهرب في الفضاء الرحب
لا يشعر قط بالوحده
لانه قد امتزج علي نحو ما
بشمسه التي ظل يدور حولها
ليفنيا في الخلاء بعيدا
كان لم يكونا قط

Wednesday, August 27, 2008

الرقص علي سلالم متحركه...


علي المرء دوما
ان يعرف اللحظه المناسبه للمواجهه
اللحظه التي يمكن ان يصبح فيها نكأ الجرح محتملا
ليس مبكرا جدا
ليكون مثل سكب ماء مغلي علي جرح مفتوح
و ليس متاخرا
ككوب شاي فاتر
ظل موضوعا علي الطاوله لساعات طويله
بانتظار احد يشربه

علي المرء ان يعرف
متي يتوقف عن سرد الحكايات
في المره الكم ينبغي ان يسكت
و الا يدع ذكرياته الخاصه
تتحول الي قطعه لبان ممضوغه
ملقاه علي التراب

علي ان اعرف
انه اخيرا
ينبغي ان اتوقف عن محاصره الذكريات
و ان ادعها تنساب بسلام
من بين اصابعي
لتطير كتيار من دخان باهت
بين كفي الريح

Saturday, August 23, 2008

رحابه...


العالم الضيق
يغلق قضبانه من حولي
و انا اريد ان اري رحابه الدنيا
اتلمس بيدي السحب الماثله امامي
علي امتداد البصر
و لكني اكتشف
انني اتلمس القضبان
و ان هذه السحب
لا توجد سوي بمخيلتي
التي اضناها طول البحث عن نافذه
فصنعتها بنفسها

Sunday, August 17, 2008

قصه حبيبين...


كنا طفلين
نلعب علي الدرج
و بالفناء
نلعب كل يوم
من العصر حتي المساء
و بينما كنا نلعب المساكه
وجدناه
قط صغير
فراؤه ابيض كالحليب
و عيناه
بلون سماء الصيف
تشاجرنا كثيرا
حتي صار له اسم
تجاذبنا اللعب به
مرات نطعمه
مرات نقذفه بيننا
نسينا المساكه
و الاحجار الملونه
التي جمعناها طوال شهور
و قفز الحبل و لعب الكره
صار القط
هو التسليه الوحيده لنا
و في شتاء ما
من ضمن الشتاءات
و عند الجدول الصغير
المار بجانب فناءنا
التمعت في اذهاننا الصغيره الشريره
فكره شيطانيه
فلنجرب
مثلما دوما نجرب
هل يستطيع القط السباحه
و دونما اكتراث
لمواءه المستعطف
كان القط في الماء
دقيقه
اثنتان
خمس دقائق
حسنا
لا يستطيع السباحه
اخيرا انتشلناه
و من عينيه المغمضتين عرفنا
اننا قتلناه
قتلنا الحب
كطفلين يلهوان