Sunday, December 31, 2006

مسأله مبدأ...

صباح جديد,زي كل صباح عدي عليك,تقفل عينيك و تقوم,تمد ايدك تغطي وشك بالماسك,محفوظ كويس طول الليل,ماسك متعدد الطبقات,فلان بيحب كده و فلان مبيحبش كده,و الطبقتين دول عشان فلان مش معروف بيحب كده و لا مبيحبوش,تحط قبل الماسك كريم,لمنع التشققات,اسوأ شئ ان الوش يتشقق تحت الماسك و يقع لجوه, لاخر مره تراجع دورك,اللي قعدت تتمرن عليه ساعه بعد النوم و ساعه قبل ما تصحي,تلات لفات,وقوف,ثبات,و لفه كمان لزوم الدور,و تمسح اثار رجليك كمان,عشان الدور ملوهش اثار,مجرد لف فردي علي السلالم.
تعمل تمرين صباحك,جري في اللا مكان,عشان اكل عيشك و عرق الجبين,تدندن بلحن اغنيه,سمعها غيرك في زمن تاني,اصل زمانك معادش فيه اغاني,و لو فيه اغاني حتتسمع في زمن بعدك,تنفض لاخر جريتين في اللا مكان,محدش اصله جاب سيره الاتقان,يزغول شئ علي جنب صدرك,فتهبده بخبطه,فيخرس شويه,تقول لنفسك بفكر اشيله,بس لو سبته شويه ممكن يدبل و يقع,تجيلك الفكره علي جوع فطارك,فتحبس باخر بروفه لدورك,تفتح الباب عشان تنزل,تلاحظ تشقق خفيف بيبتدي يتكون,تقول مش مهم,التشققات اللي جوه مش بتبان,تقفل بابك وراك و تنزل,يزغول تاني زغوله خفيفه,و يقف,المره دي مش محتاج خبطه,تكمل نزولك علي السلالم........

Thursday, December 28, 2006

رذاذ...

من بعيد,علي رصيف الميناء,وقفت تلوح,ابتسامه واسعه,اوسع من المسافه بين السفينه و بينها,لوحت لها انا الاخر,ازدادت ابتسامتها اتساعا,تذكرت كم كانت عينيها زرقاوين,هل ازداد الازرق بهما ام غلبه الليل,هبت ريح بارده فتمسكت بمعطفي,شعرها غجري,يتطاير مع الريح,يسافر و يتغرب ثم يعود,الريح تشتد تكاد نقتلعني من مكاني,تضحك هي,فأرد الضحكه بالضحكه.
السفينه تقترب من الرصيف,انادي "اشتقت اليك","و انا ايضا",تكاد عيناها تحملني من السفينه للرصيف, تحتضنني,تدفئني,الهواء مشبع بالرذاذ الخفيف,ندي و نداء,يناديني اليها و استبق الدقائق,السفينه تقترب اكثر و الرذاذ يزداد.
اهبط من السفينه الي الرصيف,اقترب منها,افتح ذراعاي,تفتح ذراعاها,تحتضنه,يحتضنها,يطير بها عبر الفضاء, "اشتقت اليك""و انا ايضا",اظل محدقا فيهما,الرذاذ يتواصل,يحجب عينيها الزرقاوين,و يحجب عيناي.

أغنيه قديمه...

اغنيه قديمه,عن ولد صغير,ذهب يوما ليعمل في الحقل,فالاولاد في قصتي,ايضا يعملون,يبحث الولد عن اغنيه يدندنها,و هو يعمل,بحث كثيرا داخل عقله الصغير,فلم يجد,بحث اكثر داخل عقول الاولاد زملائه,الذين يعملون معه,فلم يجد,طرده صاحب الحقل من العمل بنهايه اليوم,لأنه كسول.
الاغاني لا توجد بعقول الاولاد الصغار الفقراء,الذين يعملون,فهم مشغولون كثيرا عن أن يحتفظوا باغنيه,الاغاني تحب أن تبقي اكثر بعقول الاولاد الاكثر غني,تتغذي علي ذكرياتهم المضيئه,و العابهم الملونه,الاغاني لن تحب أن تعيش بكوخ خشبي,و لا أن تسقط عليها الامطار عبر السقف المثقوب في الشتاء.
الاغاني انانيه بالفعل,لانها لم تحاول حتي أن تأتي للولد,الذي صار مريضا,لم يجد عملا اخر و طرده ابوه من المنزل,ظل و هو في الشوارع يحاول أن يتذكر اغنيه,كانت الاغاني تشرأب باعناقها و تراه,من عقل طفل اخر,اكثر غني,و هو ذاهب الي المدرسه كل يوم,الطفل الاخر,الاكثر غني,لا يراه,هو مشغول فقط بالاغاني التي تلهو في عقله.
الاغنيه القديمه فقط,كانت تعلم في قراره نفسها أن هذا ليس مكانها,خلقت لكي يغنيها طفل فقير,و لكنها لم تعلم كيف تصل لطفل فقير,لم تعلم حتي أين تجد احدا منهم,لابد و أن الاطفال الفقراء قد انقرضوا,مثلهم مثل اخواتها من الاغاني القديمه,التي تتحدث عن طفل فقير,"ياللخساره,لست بذات فائده علي الاطلاق",قالت الاغنيه القديمه ذلك لنفسها,ثم ارسلت دمعه,قبل أن تمحو نفسها بنفسها,من ذاكره طفل اكثر غني.

Sunday, December 24, 2006

عشق...

لسنوات انتظرت ان تعود عشق,كانت عشق عشقي الاول,عشقا طفوليا طازجا,كنا نلهو لساعات في ساحه منزلنا,نلعب الغميضه فتختبئ و اظل ابحث عنها حتي المغيب,يدخلني اهلي إلي المنزل وسط صراخي و بكائي,و اكتشف في اليوم التالي في المدرسه انها كانت,دوما,تعود إلي منزلها و تتركني ابحث,و كانت دوما تنطلي علي الخدعه,و اظل ابحث عن عشق,خطر ببالي كثيرا ان نتبادل المواقع,و لكني فضلت ان اظل هكذا,ابحث عن عشق, لعلي اجدها يوما.
كانت يوميا تريني في المدرسه مجموعه الاحجار التي تجمعها,احجار حمراء و خضراء,زهريه و شفافه,و اخري لها الوان لا اعرفها,كانت جميعها الوانا لعشق,اليوم هي زهريه كنهار ربيعي,و غدا زرقاء كليله صيفيه,و في يوم اخر شفافه كينبوع جبلي,و في كل لون كانت يوما.اعطتني يوم عيد ميلاد لي حجرا منها,كان هو المفضل لديها, ابتعت لها يومها قطعه كبيره من الشوكولاته,ربما كتعويض عما فقدته,و ظل الحجر معي حتي تلك اللحظه.
كبرت و كبرت عشق,و ظلت بالنسبه لي طيفا في صوره ادميه,يقسم وقته بيننا,بني ادم نهارا,و الملائكه ليلا,لربما كانت توزع الاحلام علي البشر,او تحقق الاماني للاطفال قبل ان يركبوا القطار و يكبروا.
سافرت عشق,في يوم صيفي رطب سافرت,و كبرت انا,ظل الحجر معي,و ظل الحلم معي,بأن تعود عشق,ابحث عنها في كل احجار الشوارع,و في كل قطره مطر و كل شلال,و في وجوه الاطفال و هو يلعبون الغميضه,انظر اليهم و لا اجدها في وسطهم,ابتسم و امضي و انا واثق انها كانت بينهم و اختبأت,و انها ستعود لتلعب في اليوم التالي.


اليوم فقط,ماتت عشق,رأيتها في احد الشوارع,و بطنها بارزه امامها,و إلي جوارها يسير رجل يحمل طفلا علي كتفيه,تتحدث إليه و تضحك,عرفتها,برغم مرور الزمن,من الوانها التي رايتها فيما مضي,ماتت عشق,اكملت سيري و مررت بجانبها,و علي الرصيف المقابل رايتهم يلعبون الغميضه,ابتسمت لهم,و مضيت.

Saturday, December 23, 2006

يوم...

تجرين تجاهي و ترتمين بين ذراعي,ضحكاتك العاليه ترن في اذني,تخبرني بأنك في اقصي درجات السعاده و الانتشاء,تخبرينني بانك قد حصلت علي الترقيه التي لطالما انتظرتها,احملك و اطير بك في فراغ الغرفه,اطوحك و اتلقفك في الغرفه المجاوره,لا جدران و لا حواجز, فقط السماء هي الحاجز اللا نهائي لنا,كلانا طفلان نسيهما الزمان و هو يحصد الطفوله من باقي الاطفال,تدغدغينني و اضحك حتي تدمع عيناي,تعشقين ان ترينني ابكي من فرط الضحك,اقبل كفك فتنظرين إلي,في شغف ربما او في حيره,اسألك ما اذا كنت سعيده,فقط بريق عينيك يجيب.
كان هذا ليحدث بعد عشر سنين من الان,عندما تقرأينه ستعلمين انني كنت احبك كثيرا,فوق الخيال,و سأكون قد مت من اللوكيميا منذ سنين,حاولي حينئذ أن تنسيني,و ظلي مختبئه من الزمان,ابقي كما انت,طفله.

Thursday, December 21, 2006

الوان طبيعيه...

كل ما بشوف اتنين بيحبوا بعض,بحس اني عايز ابقي جزء من اللوحه دي,بس للاسف اللوحه مرسومه بالوان الجواش و انا لسه بالابيض و الاسود,يا ريتك تيجي تلونيني.

Tuesday, December 19, 2006

الضفه التانيه...

راح الجميع للضفه التانيه
و انا لسه هنا
مستني دوري
امتي حتيجي المعديه و تاخدني
خايف لينسوني هنا
و افضل كتير قوي مستني
مش خايف ازهق
و لا خايف اكون وحيد
خايف لابص بعيد
الاقيهم هناك عالضفه التانيه
عايشين حياتهم,مبسوطين
و لا كأنهم فاكرين
اللي واقف هناك,مستني
عالضفه التانيه

Saturday, December 16, 2006

صباح الخير

احب اصحي علي صوتك تقول
صباح الخير
يزقزق يومي كله
و تشرق دنيتي


و اجري في الشوارع و صوتك لسه بيرن
صباح الخير
اضحك علي اي نكته
و ارسم علي الواح القزاز
طيور مهاجره في الشتا
و اصرخ لبعيد باسمك
فيرجعلي الصدي
صباح الخير


احاور كل شئ و احكيله عليك
عواميد نور الشوارع
و مفاتيح البيبان
و غمازات ترقص علي وش بنت صغيره
تفتني و تفكرني بيك لما تقول
صباح الخير


تفتكر في يوم حشوفك و انت نايم
زي الملاك وسط السحاب
و اصحيك انا و اقولك
صباح الخير
تبان عليك غمازاتك
تضحك تقول
صباح الخير

يبقي مش معذور اني اتوه؟

خايف و انا ببص في عينيكي,اتوه,و معرفش ارجع,اصل عينيكي دنيا تانيه غير الدنيا دي,وشوش و احلام,شموس و ضباب,بحار و غابات,و حاجات لسه مسموهاش و لا حتي اتخيلوها,كلها بشوفها في عينيكي,يبقي مش معذور اني اتوه؟

Friday, December 15, 2006

خاطرتين...

دايما كان فيه اغنيه,كل ما بسمعها,بحس اني عايز احب اي حد,و اني عايز احب كل حد,بقالي كتير مسمعتهاش,و امبارح لما سمعتها,افتكرتك,يا تري كان مين عايش في التاني؟ الاغنيه و لا الذكري؟.


من ساعه ما قريت القصيده بتاعته,و انا حاسس اني عايز ابكي,يا تري لقيت نفسي في القصيده و لا القصيده هي اللي كانت بتدور علي الحزن في قلبي.

Wednesday, December 13, 2006

شوارع...

ابتسمت له,اخذ يحدق بملابسها النظيفه المكويه بعنايه,اشارت اليه أن يأتي اليها,كان يعرف ماذا تريد مسبقا,كانت هي الاخري نظيفه للغايه,و ربما مكويه بعنايه أيضا,"انتا اسمك ايه؟",مدت إليه يدها من الجزء الصغير الذي فتحته من نافذه السياره,الاوتوماتيكيه,كانت نظرتها إليه اوتوماتيكيه مثل نوافذ السياره تماما,بينه و بين نفسه كان يرغب في دخول السياره,فكره الهواء المكيف البارد بالداخل كانت تجعله يقشعر بمجرد التفكير فيها,"خد دول و قوللي اسمك ايه",نظر إلي العشره جنيهات في يدها,كان يمكنها أن تأتي له بقطعه كبيره من الشيكولاته لطالما تمني حتي مجرد تذوقها,الهواء البارد ينبعث من الفرجه الضيقه بالنافذه,منعشا محببا,"انا كنت عايزه اسألك كام سؤال عشان البحث اللي بنعمله في الكليه عندنا عنكم",نظر إليها ثانيه,اشتم لأخر مره رائحه عطرها مختلطه بالهواء,المكيف,ثم ركض بعيدا و اختفي وسط الزحام ,بينما نظرت إليه الشابه باستغراب ثم تنهدت و قالت "حقول ايه,ولاد شوارع".

Tuesday, December 12, 2006

لحظه ميلاد 2.

اسندت ظهري إلي الحائط و تهاويت,ببطء,الي الارض,كان الحائط رطبا و الارض كذلك,شعرت بقطرات المياه البارده تخترق لحمي و تصل إلي اعماق دماغي, ارتجفت من الداخل,أغمضت عيني ببطء,كنت مكدودا للغايه كعداء قطع قاره,بطولها و عرضها,في يومين و ليله,الظلام يشتد,و لا أدري هل يأتي من الخارج أم ينبع من داخلي,شعرت بخدر لذيذ يتسلل إلي ساقي و اطراف اصابعي,بينما بدأ الشعور بالبروده و الرطوبه يزول تدريجيا,تذكرت تكعيبه العنب في بيتنا القديم,كانت أوراقها خضراء داكنه و كانت حبات عنبها تخفف حراره عصر أيام اغسطس المشتعله,و سلمي التي كانت تأتي لتلعب معنا و ما عادت تأتي,و كيف كانت تغلب جميع الاولاد في كره القدم,و نهددها بأننا لن نشركها في المباراه القادمه,و كنا دائما نشركها,لم أعد اشعر بجسدي فيما اسفل خصري,و لا بذراعيّ,كم كان ذلك الشعور لذيذا و محببا,أن تشعر بأن ما تحمله يقل و يقل,أن تصبح خفيفا و اثيريا,كروح هجرت الجسد المثقل,لم أعد أري الظلام,و لم أعد اسمع صوت قطرات الماء تتساقط علي الارض,ترانيم بعيده تقترب و بها ألف ألف صوت,كلها تترنم في نغمه واحده,لم أعد اشعر بالبرد او الدفء,الراحه او الالم,زال الخدر و زال جسدي معه,الترانيم تقترب و تحملني معها,كينبوع صغير انجرف إلي نهره الأم,انجرفت معها بعيدا,و من بعيد ودعت التمثال الطيني المسجي إلي الجدار.

دعينا نترك الدنيا.

كم اتمني لو لم نكن في هذه الدنيا,حبنا مستحيل,لم يخلق ليوجد بل خلق للعدم,دنيانا صغيره و حبنا اكبر بكثير من أن تسعه تلك الدنيا الضيقه,و هي بكل ضيقها,تحوي اغلي البشر الينا,اهلنا,اصدقاءنا,دعينا نترك الدنيا لهم,سيزعجهم فراقنا ليوم أو بعض يوم,و سيقتلنا فراقنا لبعضنا البعض إلي الابد,دعينا نترك الدنيا فماضينا فيها لا يستحق ان نذبح مستقبلنا,دعينا نترك الدنيا و لنعش في حلمي الخاص,صنعته لك وحدك و لونته بأطيافك,فلا تلتفتي لهم,و دعينا نترك الدنيا.

Saturday, December 09, 2006

أحبك كثيرا.

إلي من احب,احبك كثيرا,اعلم أنك لن تقرأين هذا الان,و لا حتي غدا,و لكني ايضا اعلم أنك ستقرأينه ذات يوم,و استطيع أن اتخيل كيف ستبتسمين حينما تقرأينه,و قبل أن يبتعد قلمي عن الورق,أريد أن اقول لك ثانيه,احبك كثيرا.

لحظه ميلاد.

اخذتها بالسياره من المستشفي,اخبرني الاطباء انها لن تعيش اكثر من اسبوع,بحسب تقاريرهم الطبيه القاصره,كانت دوما تقول لي "لا أريد أن اموت في مستشفي",كانت تكره المستشفيات,طعام المرضي العديم الطعم,أصوات اجهزه المراقبه الدقيقه,رائحه الماده المطهره التي يغسلون بها الارضيات,كانت تكره كل ذاك.
"هل سأموت قريبا؟",تطلعت إلي كعصفور خائف,كانت دوما حينما تقع في مشكله ما تتطلع إلي هكذا,و كنت دوما اعتبرني المسئول عن حلها لها,و لكن اليوم,كيف سأخبرها أنني لا استطيع حل ذلك,هي لا تخاف الموت,و لكنها - ككل البشر- تخاف المجهول,و الموت هو اكبر مجهول,لم أرد عليها,فقط زدت من سرعه السياره,و زدت من ضغط يدي علي أناملها.
وصلنا,"إنك تذكر ذلك المكان,حسبت أنك قد نسيته",كانت لا تكاد تقوي علي السير,حملتها و وضعتها علي المقعد الموجود هناك,لا يزال بمثل حالته الاولي يوم أن التقيتها,رسامه هاويه,جاءت لترسم مشهدا للخليج في ليله مقمره,شهر ابريل كان يبعث في البحر روحا جديده,النسيم يسترد دفئه من الشتاء قبل أن يغادر,و الامواج ترتطم هادئه بالصخور القليله التي استطاعت أن تقاوم البحر طوال ملايين السنين,و في وسط كل ذلك,رسامه هاويه قررت أن تصور كل هذا و قصاص مبتدئ جاء ليبحث عن أول رواياته.
"هل تشعرين بالبرد؟",اومأت برأسها أن لا بينما كنت ادثرها بمعطفي الجلدي,هديتها لي في عيد ميلادي الاول,أول اعياد ميلادي بعد لقاءها, كانت مختلفه كثيرا عن السابق,و لكن بطريقه ما,كانت التماعه عينيها كعهدها,لم يؤثر فيها الورم الذي التهم جسدها,يقولون أن العينين متصلتان بالروح مباشره,تري فيهما كل ما لا يبوح به اللسان.
تطلعت هي إلي تلك المره,و ضغطت علي يدي بشده,تقول لي لا تخف,الطب ترهات,لست مريضه و لا يمكنني ان امرض,دع المرض للاطباء يقتلونه علاجا,و دعنا نحن هنا,نظرنا سويا للافق,يلتقي به ما لا يمكن ان يلتقيا,الارض و السماء,فهل اذا تركتني,سنلتقي ثانيه.
أغلقت عيني و احتفظت بالمشهد في ذهني,لحظه مثاليه,كم اود أن اوقف الزمن و ابقيه يدور في تلك اللحظه,المثاليه,حتي لا يصبح للزمن وجود,علي الاقل ستظل تلك اللحظه,في ذهني,تدور و تدور كلما اطبقت جفني عليها,فكره تنطلق عبر الزمن و بعيدا عن الموت,فالافكار لا تموت,الاجساد فقط,هي التي تموت.

Sunday, December 03, 2006

شحاذ...

جلست الفتاه علي المقعد بالطاوله المقابله لي,كانت جميله بالفعل,و لكن لسبب ما,كان جمالها باردا للغايه,كانت بوله الايس كريم امامي تستطيع اذابتها بقليل من المجهود,فكرت,لماذا تملك بعض الفتيات مثل ذلك الجمال الفائق للحد و العديم الطعم بينما تتمني الاخريات ربع هذا الجمال مقابل نصف اعمارهن.
وجدت الفتاه تنظر الي,لابد أنها ظنتني معجبا بجمالها,كان ليكون مضحكا لو علمت فيما افكر الان,ابتسمت لي ثم غمزت بعينها,البلهاء الغبيه,لابد أن هذا صار رد فعل ارتباطي لديها من كثره الشباب الذين وجدت لعابهم يسيل عليها,بقينا علي هذه الحال فتره من الوقت ثم استكملت الكتابه بدفتري الخاص و طردتها كليه من ذهني.
بعد برهه من الوقت,قامت لتغادر فمرت بجانبي,سقطت منها ورقه ماليه بينما لم تنتبه هي,عندما انحنيت لالتقطها كانت قد خرجت من الباب,امسكت بالورقه,كانت من فئه الجنيه,و بالضبط علي صوره الهرم,استقر رقم هاتف نقال,لابد اذن انها اسقطت الورقه عمدا بجواري.
غادرت المكان بعد دقائق متجها للبيت,و بجوار باب المقهي,وجدت شحاذا عجوزا,اعطيته الجنيه و اكملت طريقي.

تفاهات...

كم كان يوما مثمرا,اشتريت مجموعه جديده من الملابس للشتاء,خطرت لي فكره او اثنتان لقصص قصيره,سمعت عددا لا بأس به من الاغاني,شاهدت عددا اقل قليلا منه من فاترينات الملابس و الاحذيه بكايرو مول مع احد اصدقائي,و اكتب في تلك اللحظه تدوينه جديده.
أيضا,مات بعض الاطفال من الجوع هنا و هناك,بكي عدد أكبر منهم بكثير من الجوع أيضا,ربما دهمت سياره مسرعه طفلا من اطفال الشوارع يدعي "دقدق",انتحرت وفاء لعجزها عن اطعام اطفالها بعد وفاه زوجها,قضي رجل ما -مجهول الاسم تلك المره- نحبه متأثرا بغيبوبه كبديه لأنه لم يجد ثمن الدواء,حسنا لقد كان يومي مثمرا للغايه.

Friday, December 01, 2006

جوافه,و عنقودي فل.

كم اتمني ان تكون كتاباتي كالجوافه,الكيلو بخمسون قرشا,عاديه مألوفه و لكنك تستطيع التهام الكثير منها بشهيه,بدلا من ان تكون كالتفاح الامريكاني,براقه و لامعه,تبهرك اول قضمه و لكنك لن تتمكن من استكمال التفاحه بعد ان تاكل نصفها,و أن تكون برائحه ازهار الفل,تستطيع ان تعلقها في ذهنك لايام دون ان تمل,لا أن تكون برائحه زهره استوائيه من غابات الامزون,"تسطلك" في البدايه و لكنك لن تستطيع أن تتذكرها في اليوم التالي.

ثلاثه...

انهي الطبيب فحصه للمليونير العجوز ثم توجه لزوجته الشابه الحسناء و قال لها "إن حالته الان مستقره ,و لكننا سنحتاج لفحصه بالاشعه المقطعيه حتي نتمكن من تحديد التشخيص الدقيق",و في نفسه قال "فلنأمل ان يكون في حاجة لعمليه جراحيه,أحتاج لتغيير سيارتي بسياره أحدث,لم تعد هذه تناسبني"
و قالت الحسناء في نفسها "أدعو الله أن يكون ورما في المخ,علي الاقل ساستريح من ذلك العجوز المختل,ألم يكفه أن تزوج من في جمالي في سنه هذا,يكفيه ثلاث اعوام من المتعه قضاها معي,فلأعش شبابي بعده".
أما العجوز فقال "حمدا لله أنني تزوجتها بعد زوجتي الراحله,لو لم أكن قد تزوجت ثانيه لما كنت سأجد من يهتم بي في مرضي".

...قميص

وجدته واقفا علي الافريز,مادا ذراعيه علي اخرهما كبطلا فيلم تيتانيك,اتجهت اليه مسرعه,و بنفس اللحظه التي قفز فيها الي الفراغ,امسكت هي بياقه القميص,ثم تذكرت,و جسده يهوي في الفضاء المتسع,كم كانت تأمره أن يغلق ازرار قميصه حتي و هو في المنزل.

كم جميل لو بقينا اصدقاء 2 (نفس الدوائر الصغيره و الكبيره المتداخله)

أخذته إلي مطعمه المفضل,كان هذا ليشكل أمسيه مثاليه لولا نيتي في الانفصال عنه,جلسنا إلي الطاوله و طلب كوبا عصير الليمون,لا يطلب غيرهما دائما,نمطي و مكرر كعادته أو ربما أنا التي تبحث عن التغيير دائما,لا ادري كيف سأبدا كلامي,فطوال حياتي في كل علاقاتي لم أكن أنا التي تطلب الانفصال,"لست أشعر في الحقيقه أنني احبك كما تحبني,أنا اعلم انك رومانسي للغايه و لكنني لا استطيع التوافق مع هذا كثيرا,ا .....,إنك تستحق في الحقيقه انسانه أفضل مني",خرجت الكلمات سريعا مني و كأني اتقيأها,أكره كثيرا أن اجرح مشاعر احد,و لكنها الضروره تلك المره,هو رومانسي بطريقه لا تحتمل,حتي جولييت لو كانت مرتبطه به لتركته,عندما احدثه عن حتميه البحث عن شقه لنتزوج سريعا يحدثني عن حياتنا سويا مثل طائرين يحلقان في سماء الحب,أي طائرين يتحدث عنهما,حتي الطيور تحتاج إلي عش خاص بهما و لا يتزوجان في أعشاش امهاتهما,إنه يحاول دائما أن يهرب من الواقع إلي الخيال,و حتي لا أتهم بأنني المخطئه,انا أحب الشعر و الرسم و الافلام العربيه القديمه,و لكن أن اعيش في تلك الحياه طوال الوقت,هذا هو الجنون بعينه.
جاء الساقي بالليمون و وضعه علي الطاوله,كنت ناظره إليه انتظر الرد,و كان هو كالعاده يهيم في افكاره الخاصه,هذه المره اتجه ببصره كليه إلي الطاوله و أخذ يتأملها,ربما يحاول أن يهرب مما قلت,ففي جميع الاحوال ينبغي له أن يصدم,أنا قاسيه لدرجه ما عليه إذن,قررت أن أخرجه من صمته "لماذا أنت صامت,أنا لا اقصد أن اجرحك و لكني لم أرد أن اكذب عليك أو أن اتلاعب بمشاعرك".
نظر إلي في هدوء,شعرت أنا بالذنب,لابد و أنني جرحته بشده,و لكنني كان لابد أن انهي ما نحن فيه,يحتاج هو إلي أن ينضج قليلا و انا احتاج إلي من يقدم إلي ما احلم به,بيت و اطفال,مملكه خاصه بي أحكمها بنفسي و ليس احلاما هلاميه لن تتحقق عن طيور الحب و حدائق الاشواق,قررت أن اواسيه قليلا,ففي النهايه هو مفرط الرومانسيه و لابد من أنه يتحطم داخليا بسببي الان, سأحاول ان اعطي له ما يتمسك به قبل أن يغرق,"كم جميل لو بقينا أصدقاء,إنني لا أريد ان اخسر صديقا مثلك",أنا اكذب و لكنها كذبه بيضاء,بالاحري سمها مجامله,و لكنها ربما تقلل من شعوري بالذنب,انفرجت شفتاه لأول مره منذ جلسنا "بالطبع,من المؤكد اننا سنبقي اصدقاء,لا اريد أن اخسر صداقتك ايضا",عجيب ذلك الهدوء و السكينه,يشعرني اكثر و اكثر بالذنب,اذا بكي أو غضب لربما كنت شعرت بالذنب بصوره اقل,و لكن ذلك الهدوء يشعرني بالاهانه قليلا,دائما يكون الرجال هكذا,يتعمدون اشعار المرأه بأنها هي المخطئه.
وضع بعض المال علي الطاوله و قمنا,عادت عيناه للنظر إلي اسفل,ما الذي يلفت انتباهه في تلك الطاوله؟؟,أن ما علي المفرش هي مجرد دوائر,دوائر كبيره و صغيره متداخله,تردد في ذهني و انا اغادر المكان صوت ماجده الرومي تغني "كم جميل لو بقينا اصدقاء".

كم جميل لو بقينا اصدقاء (دوائر صغيره و كبيره متداخله)

جلسنا إلي طاوله المطعم الفخم,طلبت كوبان من عصير الليمون و أخذت استمع لها,لابد أن ما ستقوله هام للغاية,ففي تلك المواقف كانت المطاعم الفاخرة هي مكان اعلان الانباء الهامه في مسار علاقتنا,الستائر القرمزيه و السجاجيد العجميه,الاقداح الكريستال و بها سائل احمر أو اصفر حسب لون الملون الصناعي المضاف و المسمي عصيرا,كلها مستلزمات لعقلها حتي يفكر.
"لست أشعر في الحقيقه أنني احبك كما تحبني,أنا اعلم انك رومانسي للغايه و لكنني لا استطيع التوافق مع هذا كثيرا,ا .....,إنك تستحق في الحقيقه انسانه أفضل مني",لماذا يحاول دائما الانسان أن يحقر من نفسه عندما يعتذر,علي الأقل ربما كانت تقول الحقيقه,فأنا بالفعل استحق من هي أفضل.جاء الساقي بالليمون و وضعه علي الطاوله,لأول مره انتبه إلي النقوش الموشومه علي المفرش,دوائر كبيره و صغيره متداخله بانماط مختلفه,ربما هي تلك النمطيه هي التي تعطي المفرش رونقه,مثله مثل المرأه,أو علي الاقل تلك المرأه.
"لماذا أنت صامت,أنا لا اقصد أن اجرحك و لكني لم أرد أن اكذب عليك أو أن اتلاعب بمشاعرك",أسلوب الدفاع المقدس لدي المرأه,لا أقصد,لم يكن في نيتي,رددت باقتضاب "لا تعتذري,إنك علي حق,لسنا متوافقان بالمره",أريد أن اغادر المطعم,الدوائر المتداخله تصيبني بالصداع و ربما أصوات الملاعق الفضيه علي الاطباق أيضا.
"كم جميل لو بقينا أصدقاء,إنني لا أريد ان اخسر صديقا مثلك",تريد الاحتفاظ إذن برجل أو ربما اثنان في جعبتها,ربما تحتاج إلي استبن في يوم من الايام,هل تعتقد حقا أن من تقول له ذلك يصدق تلك الاكذوبه,أم أنه يكون مازال متعلقا بها,الاكذوبه الاكبر,"بالطبع,من المؤكد اننا سنبقي اصدقاء,لا اريد أن اخسر صداقتك ايضا",من المؤكد أنني اعاني من انقسام في الشخصيه,او ربما يوجد شخص أخر يتحكم في لساني,وضعت بعض المال علي الطاوله و قمنا,فيما ظلت عيناي متعلقتان بالطاوله تحدقان بالدوائر,دوائر صغيره و كبيره متداخله,و اغنيه ماجده الرومي في مؤخره ذاكرتي "كم جميل لو بقينا اصدقاء".