تلك الايام...

في تلك الساقيه
الدوامه
تلك المتاهه الطويله
بلا نهايه
القمح يطحن الرحا
الثور تدهسه العجلات
فتطفو روحه العاجزه
وسط التيار
الجميع يصارع الجميع
الجميع مهزوم
في تلك اللعبه الفاشله
الجميع مأزوم
بلا حلول
سوي الانتظار المرير
سوي كل تلك الايام المتشابهه
الكل يبحث عن الخلاص
عن الغفران
عن نهايه بلا احلام
سوي لذه الفناء
سوي الراحه اللا متناهيه
الاختفاء في النور
الانتهاء في النور
الذي يلتمع بعيدا
ليس له بدايه
ليس له نهايه
ليس له زمان
اذن
فليكن الفناء

الله كبير...

بنعتذر
عن كل شئ عملناه
و كل شئ معملناهوش
بنعتذر
اذا كانت العين بصيره
و الايد مش قصيره
لكن قاصره البصيره
بنعتذر
عن النسيان
و الاهمال
و ساعات الضحك و التهريج
و عن كلمه
مفيش قلق
مفيش مشكله
بنعتذر
عن الكفن قبل الاوان
عن التراب علي راسنا
قبل ما ينهال علي جسدك
بنعتذر
عن الاستعجال
و الكروته و السربعه
و عن شيخك قبل الشباب
عن رقدتك في السرير
و نومتك الاخيره
عن بكا ابوك
و الطين فوق راس امك
و ادان الفجر بيأدن
و انت بين ايادي الله
عن كل شئ بنعتذر
عن الضمير
و العلم و المعلمه
الطب و الكتاب
و حرقه الاسئله
بنعتذر يا عزيزي
عن اننا احنا
حاول تسامحنا

المسافر...

و اذا طالت رحله السفر
فاعذرني
انا المسافر
اذا لم ارغب في ان احط رحالي عندك
اذا لم ارغب في ان اترك حقائبي
فانا هكذا
دائما مغترب
كرساله في زجاجه
يحملها الموج الي كل شاطئ
دوما كنا مختلفين
انت جبلت من طين الارض
ثابت
تمد جذورك عميقا
و انا
من نفخه دخان خلقت
و من عدم نشأت
بلا وطن اعيش
و بلا ذكريات
سوي السفر الطويل
في ذلك الليل
يطويني الزمن
كقصاصه من جريده
و خبر قديم
اعذرني
فقد حان الوقت للسفر
ربما
ذات يوم يجمعنا القدر
فالي ذلك الحين
اذكرني
رساله في زجاجه
حطها الموج علي شاطئك
و اطلقتها مع الريح
الي العدم

بلد الطيبين...

لا مكان للحالمين
مرهفي الحس
تحت تلك الشمس
لا مكان لمن تملأ صدورهم الاغنيات
الذين يتنفسون الاحلام
سوي ها هناك
بعيدا في الظل
لا مكان ها هنا
سوي للاقوياء
الايدي الخشنه
و الجلد الثخين
لن تخترق قلوبهم الرماح
لن تمتلأ صدورهم سوي بالعظمه
يرفعون رؤوسهم عاليا
فوق الجميع
يطأون باقدامهم الضخمه
علي كل الاجساد
تدير رؤوسهم نشوه الانتصار
اي انتصار
لا يحاربون طواحين الهواء كالاخرين
فلديهم مشاكلهم الخاصه
و لديهم ذواتهم المتفرده
ليسوا كهؤلاء الحالمين
الشعراء المرهفين
الذين يجترون افكارهم
و يرون الحياه من منظار وردي
انهم محاربون
واقعيون
دائما في المقدمه
بعيدا عن كل الشعراء
بعيدا عن كل الضعفاء
و عن كل الحالمين
ببلد الطيبين

دون كيشوت...

لما الضلام يخلص
بقفل عليا البيبان
و امد ايدي
اغطي عيني من سكات
يمكن شعاع النور
يزيح عنها الضباب
بفضل كدا
نايم
مليان موات
تفضل عينيا مليانين احزان
افضل انا
ابيض و اسود
اطرد الالوان
سجني بلا جدران
سجني رحابه نفسي
سجني ضلال احلام
استسلم
من قبل ما احارب
اقع عالارض
و اقول يا يأس
من قبل عيني
ما تلمح عدوي
بحارب الطواحين انا؟
و لا بحارب نفسي
بجري ورا النور البعيد
و لا بتوه و اضيع
بندم
و بتخبط
مره احس الثبات
مرات متلخبط
السكه صح؟
السجن حريه؟
الدرب سايب من تحت رجليا؟
و ارجع اقول يا حلم
و ارجع اقول يا يأس
و ارجع اقول يا وقت بيعدي
خدني في ايدك
عديني من البراح
و خدني للسكك
ححط رجلي من جديد علي الطريق
و امشي
و ادوس و اهم
بعزم ما فيا
يتفتحوا عينيا
يبصوا للبعيد اخضر
جنه و جناين شجر
جايلك يا حلم
جايلك يا بكره
جايلك يا بكره

خيالات ما بعد المغيب...

طعم الكاراميل
كذباتك الحلوه
و رائحه سبتمبر
التي تملأ روحي
كلما مررت
كلما وعدتني
ان غدا سيصبح افضل
ان الاحلام ستتحقق
وعودك تملأ فمي
و تدير عقلي
تسكرني
و حينما امد يدي
لاتلمس روحك
اجدني ممسكا بالسراب
دخان و ضباب
و احلامي التي سرقتها
تركت خلفها
عبير الورد
و العشب الطازج
الذي دعسناه
في سبتمبر الماضي
حينما كنا
لا نزال صغارا
حينما انطلقت الاحلام من عقالها
و طارت
حينما كنا
لا نزال صغارا
كنت نادما
و الان
انا غير نادم
وقتها كنت حالما
وقتها كنت ساذجا
و الساذجون
لا مكان لهم
الا في سبتمبر الماضي
حينما كانت الدنيا حلوه
حينما كانت الاحلام خيالا

دائره الدم...

ذلك الزحام
تلك الوجوه
التي تحدق
الي داخل روحك مباشره
بعيونها الخاويه
حرب الكلاب
من اجل لا شئ
فقط هي مواقع السيطره
تنعزل
تهرب
تبتعد عن القطيع
فتصبح منبوذا
تصبح لا احد
او تقاتل
تصاب
يزداد جلدك خشونه
و تزداد القشره المحيطه بروحك سمكا
لا يوجد اي منفذ للضوء
تصبح انت
زعيم القطيع
تصبح انت روح القتال
تندمج
تسيطر
و تتغذي علي الوافدين الجدد
هؤلاء الحالمين
الناعمين
الاخلاقيين بمثاليه
و في غمره القتال
حينما تنظر في عيونهم
بعينيك الخاويتين
تتذكر للحظه
انه ها هناك
توجد انت
يوجد ما كنت عليه
تبرز انيابك
تنقض
و تنهش
و تستمر دائره الدم

حياه جديده...

حدث هذا
عندما بدأت الشقوق تغزو روحي
عندما بدأت الشعله تخبو
و صار كل شئ بعيدا و خافتا
حينما نسيت مشهد العالم
و انا احبو فيه
قبل أن تكبر روحي الغضه
قبل أن يستقر ذلك الثقل علي صدري
حينما كانت الظلال واضحه
خلف كل الالوان البراقه
الان
امتزج كل شئ
ضبابا رماديا كثيفا
صار يحلق حولي
يتنفسني
و يملأني
صرت جزءا منه
صار جزءا مني
خبت النار
و انسحقت روحي

الدقه الاخيره
انتفاضه هزيله
لطائر مذبوح
كان يوما ما
لا يكف عن الغناء
ارتعاشه
اغنيه اخيره
و ها هو المسكين
يرقد منتظرا
سماع ذلك اللحن
الذي سيأخذه الي الوطن الاخر
ينتظر من يرتدون الابيض
و يمسكون بيديه
ليطير معهم
و يطول الانتظار
و لا يأتي احد
الجو صار باردا
و سحابه الضباب
لا تمطر
فقط هي تضغط علي روحه المرتعده بثقل
و تحوم حول كل الاغنيات
و كل الذكريات
تنتشر
تنقض
و يذوب فيها
و تذوب فيه
يتلاشي
من كان في الامس القريب يغني
لا يبقي في الافق
سوي السكون
و صوت ارتعاشه اخيره
تتيه في الفراغ
و خفقه اخيره
ثم لا شئ

حلم ليله صيف...

و كأنك سحابه صيف
مريت
كضل سريع
ترك في حياتي بسمه
و امل
لكنه اختفي
مثل ما بدأ
مثل سحابه صيف
فرح
ما بين احزان
خيال ضل
بين الالوان
عطيتني الامل
و رحلت
او يمكن انا
ضيعت
لكني
وقت ما يغلبني البكا
لحظه ما يسرقني الضنا
بشوفك
ينتهي كل شي
و ما يبقي الا
بسمتك
صورتك في بالي
تمسح ع عيوني الدموع
و تقلي
انا ما رحت
سايبلك ذكري
و اثر
ارجوك ما تنكسر
ضلك قوي
ضلك انت
ما تنحني
و انا
دايما معك
حتي و انا غايب
دايما معك
ما بتركك
انظر بقلبك
و انت تلاقيني
دايما معك

حريه...

طالت الرحله كثيرا
و انا
قد صرت هشا
اوشك ان انكسر
لا تلمني ان استدرت و عدت
فانا
اخيرا قد مللت
طالت رحلتي في البحث عنك
تبحث عني او لا
تقترب
او تبتعد
لم يعد مهما
الاهم انني اخيرا
اتنازل عنك
افتح كفي مع الرياح
و اطلقك بعيدا
لاراك تمتزج بسراب في الافق
اغلق كفي علي الذكري
ثم اطلقها
انني ابغي حريتي
منك
و من ذكرياتك
مني
و من تعلقي بك
كورقه تتعلق بالغصن
في بدايه الشتاء

لن اعود
سأسيح في الارض
كدرويش نصف عاقل
سأروي قصتي
للرائح و الغادي
سيعرفون جميعا
انه قد كان
من كان يبحث عن الحلم
و تنازل
و اطلق حلمه
و حرر عقله
و انه ها هناك
في مكان ما
يروي قصته
و ينظر اليه من الافق
سراب
و ذكري
و حلم بجناحين

الطريق...

يبدو الامر سهلا في البدايه
عندما تجنح السفينه نحو العاصفه
مجرد زله قدم
و ستنتهي المسأله
الصوره كما هي
في عيون الاخرين
لم تهتز
لم تتغبش
و لكن
هل تري عيناك الزجاجيتان
كم هي عميقه تلك الهاويه
كم هي سريعه تلك الدوامه
هل تستطيع ان تدرك و لو للحظه
كيف هي واسعه
تلك المسافه ما بين قدميك و ما كنت تتصور انها الحافه
عندما تمر بك السنون
و انت مجرد نسخه مهترئه
لما كان فيما مضي فيلمك الخاص
عندما لا تري الحقيقه
في عيون الاخرين
انت لا تستغبيهم
و لكنك برعونه
لا تريد ان تراهم
لا تريد ان تري بركه الوسخ
التي صرتها في عيونهم
ربما تمقت ذلك
ربما تخجل
و ربما تخاف
و لكنك ابدا لا تواجه
لا تعود
صارت العوده مستحيلا
و استحالت الشواطئ
افقا للحقيقه
انت منفي في ذلك المحيط
لن تعود
لن تطأ قدمك الارض ثانيه
سوف تبقي هكذا
ملعونا
سوف تبقي تائها
عبر السنين
قد تفيق
قد تحاول ان تعود
فتدرك للاسف
انك قد فقدت الخريطه
و فقدت الطريق
الي من تكون
فارفع رأسك
و افخر
و ابتسم
ايها الاعمي الملعون
صارت العوده ضربا من جنون
و المضي قدما جنون
و البقاء ها هنا جنون
املأ صدرك بالهواء
و اهبط
الي الدرك الاسفل
ودع الجميع مره اخيره
و لا تنظر للاعلي
اغلق عليك عينيك
و اكمل الرحله
و ضع

يقين...

عندما تجتاحني الموسيقي
و تنسيني الاشياء
عدما تسرقني الاغنيات
تلقيني بين ذراعي الزمن
تمنحني الاف الحيوات
ثم تتركني
ملقي بلا حياه ها هناك
علي رصيف الواقع
عندما تذبحني الكلمات
و تخدرني
فاصير درويشا لا اكثر
يحدق في الفراغ لساعات
الي ان يصبح قاب قوسين
من الحقيقه المطلقه
ثم يسقط من عل
عندما لا يصير في الكون سوي الالوان
و اصير انا مجرد قماشه
تلطخها الاف الالحان
افقد روحي
و اكسب الاف الارواح
و تذوب ذاتي في ذواتهم
اكون نقطه في ذلك الخضم
او لا اكون
اجدني و انا التائه
و نعود
انا و انا
فردا واحدا
اغنيه واحده
تنشر شراعها
و تطير
بعيدا الي هناك

قاس انت...

تركت قلبي في الطريق
حينما سافرت ابحث عنك
حينما حاولت ان ادركك
و وجدتني ادركني
و وجدتني اتلمس ضعفي
و اشاهدني
محبوسا في قفص صدري
عبر شباك صغير
فرجه
حفرتها اظافرك في
و انت تحاول ان تمنعني
من رغبه ادراكك

كان الامر بسيطا
عود كبريت واحد
و قليل من البنزين
و تشتعل النار في القلب الملقي علي الرصيف
لن ابقي فارغا
تملاني الاوهام
خيالات صنعتها عنك
طعم قهوتك المفضله
اغنيتك الاثيره لفيروز
لون قميصك المفضل
حينما تباغتني
انا اشرب الشاي
و استمع لام كلثوم
و لم ارتد قميصا قط
ادرك انني ثانيه قد فشلت
و انني قد قامرت عليك
و خسرت كل شئ
الملم رمادي من علي الطريق
تذروه انت بكلمه تقولها
فاشل انت
ريح تطيرني في الفضاء
و تترك في تجويف صدري الساكن
بردا و رعشه
اقشعر
و لا تحتضنني
ارتجف
و لا تلقي علي بمعطفك
اذوب من فرط التجمد
و انت
تسكبني و تمضي
قاس انت
الان ادركتك
الان دخل الضوء من تلك الفرجه
و ادركتك
قاس انت و لم اعلم
قاس انت و لن اتعلم
لملمني ثانيه لتذروني
اجمعني ثانيه لتحرقني
احيني ثم اقتلني
لاحصل علي تلك اللذه
لادركك مره اخري
و ادركني
اجعلني قربانا لغرورك
اشعلني
و تنفسني
او لا تتنفسني
يكفيني ان تشعلني
يكفيني ان تقتلني
فقط
اعد الكره مره اخري
فانا لم افن بعد
في فضاءك المديد
في سكونك المميت
لم افن بعد