احلام عاديه...

علي الجانب الاخر من النهر
لا يبدو العشب اكثر خضره
و لا تضئ الشمس بلمعه اكثر
فقط
تظل العتمه تزداد و تزداد
و الاعشاب الرماديه الي تبقت
من بعد ان لاكها الماعز
تذروها الرياح بعيدا
الشتاء الطويل لم ينقض بعد
و الحيوانات التي لا تزال نائمه
فقدت القدره علي ان تعرف
متي سوف تصحو من سباتها
هناك حيث تركت روحي
عدت لاجدها قد تهشمت
و لاجدني مضطرا ان احاول
فقط لمجرد تعذيب الذات
ان الملم بقاياها الهشه
و انا موقن انني
لن اتمكن من تجميعها مره اخري
لتشكل قلبا جديدا
و انني ساضطر للتعايش
مع تجويف صدر فارغ
لمجرد انني كنت مؤمنا
بانه علي الجانب الاخر من النهر
يبدو العشب اكثر خضره

بيت تحت الانشاء...

كان جوايا عمار
و انهار
و لما جم يدوروا علي قلبي تحت الانقاض
ملقوش في الاصل قلب
كان طفل صغير
و طلعله جناحات
و طار

وطن للغرباء...

بيتي
من اعواد الكبريت
ينتظر الشعله
ليصبح قربانا للزمن
ليودع اصحابه
ينتظر هبه ريح
ليضيع
و يترك مكانه
الاف الذكريات
الاهل
الاصدقاء
بيتي
لم يعد بيتي
لم يعد لي مكان
و انا كما اعتقدت
اسكن الارض
اكتشفت البارحه
انه ليس لي بالاصل بيت
اشعلوا اعواد الثقاب
فلم تعد لي ذكريات
احرقوه فربما
يولد بيتي من جديد
من وسط الرماد
و وقتها ساعود
لاخبر ابنائي
بأن صار لي اليوم وطن

نص حاله...

أتعلم؟
اريد ان اشعلك كالسجائر
التي لم احتسيها ابدا طوال حياتي
و ان اتنفسك بعمق
لتدخل بداخلي
و تسير بمجري دمي
تغسله
مما علق به من ذكريات
و تنفض عن اذناي كل الالحان
و تتسرب لروحي
فتصير شفيفه
خفيفه
اطفو و انا ممتلأ بالدخان
يك
و ابتعد
عن السطح
و اصبح نقطه سوداء بعيده
تراها بالصدفه
و لا تشغل بالك كثيرا
اتطلع للاسفل
الي متحفكم الصغير
اشاهد تماثيل الشمع
و ادرك كيف انني اصبت
حينما ارتحلت بلا صوت
كخيط دحان باخر الليل

سينما سكوب...

اخذت اتساءل
لماذا اكتفي بمشاهده المطر من خلال زجاج نافذتي
و اعدها مغامره اذا ما مددت اصابعي لاتلمسه
بينما يجري غيري تحته
و يبتل
يبتل حتي النخاع
و انا فقط اشاهد
عبر الزجاج

الي الابد (Ancora)...

اتعرف ذلك الضعف
الذي يجذبك لاحد ما
لتظل تستمد منه قوتك الذاتيه
ككوكب يسير في مداره
و يعلم انه ما من مهرب

ذلك الشعور بالاكتمال
الذي يمنحك اياه
وجودك بين ذراعيه
او وجوده بين ذراعيك
التوحد
الاكتفاء
توقف الزمن عند نقطه ما
يظل يدور فيها بتؤده

اتعرف ذلك الشعور بالغرق
ليس مثلما يدخل الماء لحلقك
و لكن مثل ان تختفي تماما من السطح
و لا تخلف ورائك سوي بضع فقاعات
خرجت لتوها طازجه من صدرك

ان تنصت لدقات القلب
للانفاس المتسارعه
و تشعر بالملمس المتفرد
لمساحات من جسد انسان
تعلم انك مجرد ظل باهت له
و انه دونك
لا يعدو كونه جسدا بلا ظل

عندما ينير الضوء الخافت للصباح جسديكما
فتظل لفتره تراقب انسياب الضوء علي تلك المساحات
التي ظللت تغزوها طوال الليل
و تكتشف انه
بمضي الفتوحات
قد صارت تلك المساحات جزءا من جسدك
و انك قد صرت اسيرا
لمن ظللت تقاتل لليال

عندما تختفيان
تتحولان لعطر خفيف
يمتزج سويا بهدوء
و يطير بعيدا عبر النوافذ
علي جنح اغنيه ما
يخرج ذلك الكوكب من مداره
يتطوح
ثم ينفلت كليه
و يهرب في الفضاء الرحب
لا يشعر قط بالوحده
لانه قد امتزج علي نحو ما
بشمسه التي ظل يدور حولها
ليفنيا في الخلاء بعيدا
كان لم يكونا قط

الرقص علي سلالم متحركه...

علي المرء دوما
ان يعرف اللحظه المناسبه للمواجهه
اللحظه التي يمكن ان يصبح فيها نكأ الجرح محتملا
ليس مبكرا جدا
ليكون مثل سكب ماء مغلي علي جرح مفتوح
و ليس متاخرا
ككوب شاي فاتر
ظل موضوعا علي الطاوله لساعات طويله
بانتظار احد يشربه

علي المرء ان يعرف
متي يتوقف عن سرد الحكايات
في المره الكم ينبغي ان يسكت
و الا يدع ذكرياته الخاصه
تتحول الي قطعه لبان ممضوغه
ملقاه علي التراب

علي ان اعرف
انه اخيرا
ينبغي ان اتوقف عن محاصره الذكريات
و ان ادعها تنساب بسلام
من بين اصابعي
لتطير كتيار من دخان باهت
بين كفي الريح

رحابه...

العالم الضيق
يغلق قضبانه من حولي
و انا اريد ان اري رحابه الدنيا
اتلمس بيدي السحب الماثله امامي
علي امتداد البصر
و لكني اكتشف
انني اتلمس القضبان
و ان هذه السحب
لا توجد سوي بمخيلتي
التي اضناها طول البحث عن نافذه
فصنعتها بنفسها

قصه حبيبين...

كنا طفلين
نلعب علي الدرج
و بالفناء
نلعب كل يوم
من العصر حتي المساء
و بينما كنا نلعب المساكه
وجدناه
قط صغير
فراؤه ابيض كالحليب
و عيناه
بلون سماء الصيف
تشاجرنا كثيرا
حتي صار له اسم
تجاذبنا اللعب به
مرات نطعمه
مرات نقذفه بيننا
نسينا المساكه
و الاحجار الملونه
التي جمعناها طوال شهور
و قفز الحبل و لعب الكره
صار القط
هو التسليه الوحيده لنا
و في شتاء ما
من ضمن الشتاءات
و عند الجدول الصغير
المار بجانب فناءنا
التمعت في اذهاننا الصغيره الشريره
فكره شيطانيه
فلنجرب
مثلما دوما نجرب
هل يستطيع القط السباحه
و دونما اكتراث
لمواءه المستعطف
كان القط في الماء
دقيقه
اثنتان
خمس دقائق
حسنا
لا يستطيع السباحه
اخيرا انتشلناه
و من عينيه المغمضتين عرفنا
اننا قتلناه
قتلنا الحب
كطفلين يلهوان

انتحار بطئ...

افتقد الشغف,الشغف اللازم لعمل اي شئ جديد,لسماع الموسيقي بذهن صاف,لتناول الروايات ببطء كشاي العصر في الشرفه,افتقد منذ زمن ذلك الشغف,هل ستصبح القاعده الثابته الان,تناول الروايات كوجبه افطار سريعه,ربما.

هل يصنع الشغف التجربه,ام تصنع التجربه الشغف؟!!
"انا لا احبك من اجل شال حرير,و عطر مثير, و لكن احبك حتي اؤكد ذاتي"

هل تهم نتيجه التجربه,ام الاهم هو مدي المتعه و الشغف اثناء ممارستها؟!!
"و اعرف ان هواك انتحار,و اني حين ساكمل دوري,سيرخي علي الستار,و ان سقوطي امام هواك الكبير... ,انتصار"

ربما,و ربما,لا ادري,و لا املك حتي النيه لكي افكر,فقط سانتظر, فربما يعود,ليتسلل الي اغنيات فيروز و ماجده الرومي,و يرجع الامر كما كان سابقا...

سياج...

علمت و انا انظر اليك انه
ليس في تلك الحياه علي الاطلاق,علي الاقل ليس تلك المره
ربما نحصل علي فرصه ما في حياه اخري,في اغنيه اخري
و لكن الان,كل منا له اغنيته الخاصه,فرجاء,لا تتسللي الي,لا باحلامي,لا باغاني,و لا بقصاثدي
ربما فقط,في حياه اخري...

حكايه قبل النوم...

هو انتي بجد موجوده
و لا انتي وهم
حدوته
بحكي لنفسي عليكي ليلاتي
و انا عارف انك
موجوده
و مش موجوده
علشان لسه محبوسه
في قلب الحدوته

شخصي,مبهم (فضفضه)...

صعب اقول لحد
يطبطب عليا
و انا مش عارف اطبطب علي روحي
و ايديا بس حاططها جنبي
صعب اكون فرحان
و اطيرني طياره ورق
و انا لسه فاكر
كل ذكري حصلت من اي حد

استيكه الوقت

بتعدي علي كل الناس
و تنسيهم دايما الوحش
علشان يفضلوا فاكرين بس
كل حاجه حلوه حصلتلهم
الا انا
كله مطبوع عندي
بحبر مش بيتمسح
و لا حتي قادر
اقلب الصفحه اللي مفتوحه
كل اللي قادر اعمله
احاول ارفع ايدي من جنبي
و احاول اوصلها لفوق
يمكن مع التكرار
اقدر اطبطب عليا

يوتوبيا للحمقي...

طول عمره العالم
مش سايب مكان
للي فاكرينه مكان احسن
بيبصوا عليه
من ورا نضاره وردي
شايفينه يوتوبيا
مثاليه
و الناس من احسن ما يكون
شايفينه من غير اسافين
و لا حد يعضك بسنانه
اول ما تلف و تديله ضهرك
دايما مع اول اختبار
يا اما بيقعوا
و يخرجوا خالص من المنافسه
يا اما جلدهم بيتخن
و مع الوقت
بيتحولوا لاجمد سنان
بتخرج الجداد من اللعبه
و يقولوا علي اول عضه
كانت تجربتي اللي اتعلمت منها
و بنتني
و صنعت مستقبلي
و علي الجداد
انهم كان لازم يخرجوا
الدنيا مفيهاش مكان لحد ضعيف
هما دول
صناع اليوتوبيا المثاليه
المكان الاشيك
لاصحاب النضارات الغير ورديه

شيله...

نفسي اخدني في حضني
و انام
و افرش لنفسي طريق
و احلم
و جوه حلمي ابتسم ليا
و اقول
كله يهون

كلمات ليست كالكلمات...

اعلم انك لست لي
و لكن
راقصيني الرقصه الاخيره
اعلم انك سوف ترحلي
و لكن
عانقيني و ارحلي
و لا تلوميني
لانني
علمت ذات يوم
انك لست لي
هذا القدر
فدعينا ننحني
و دعينا نفترق
كوني له
و لا تكوني لي